B i s m i l l a h i r r o h m a a n i r r o h i e m... ...qul bifadhlillahi wa birohmatihi fabidzalika fal yafrohu

Sabtu, 07 November 2009

الظاهر ركن الدين بيبرس (الثاني)

كان شعار دولته (الأسد) وقد نقش صورته على الدراهم.
كلمة (بيبرس) أصلها من كلمة (برس) وهي تعني في التركية الأسد.
وكانت هذه الولاية من رحمة الله عز وجل بالمسلمين في هذه الفترة العصيبة من حياة الأمة الإسلامية فقد كان بيبرس شهمًا شجاعًا أقامه الله عز وجل للناس لعلو همته وشفقته على المسلمين وقصده الصالح في نصرة الإسلام وأهله.
ـ أهم أعمال الأسد
أولاً: إعادة الخلافة الإسلامية:
عندما احتل التتار بغداد زين لهم الوزير الشؤم ابن العلقمي الرافضي قتل الخليفة المستعصم العباسي لتسقط بقتله الخلافة العباسية وذلك في 14صفر سنة 656هـ وظل العالم الإسلامي بلا خلافة ولا خليفة طيلة ثلاث سنوات حتى تولى بيبرس حكم الديار المصرية والشامية وعمل على إعادة الخلافة العباسية مرة أخرى فبحث عن رجل من نسل العباس فوجد الأمير أبا القاسم أحمد بن أمير المؤمنين الظاهر العباسي وكان معتقلاً في بغداد وهو أخو أمير المؤمنين 'المستنصر' باني المدرسة المستنصرية الشهيرة فاستقدمه إلى مصر ودعا الناس لبيعته فبايعه الناس في يوم عظيم مهيب ذكر الناس بأمجادهم السابقة وأفراحهم الماضية، وكان هذا العمل على رمزيته وقلة أثره في السلطة واتخاذ القرارات إلا أنه كان له كبير الأثر في نفوس المسلمين في كل مكان إذ سرت روح الوحدة الإسلامية من جديد بين أفراد الأمة.
ثانيًا: إزالة الوجود الصليبي بالشام
كان للصليبيين بالشام عدة مدن وإمارات صغيرة من أيام صلح الرملة وقد اتسعت هذه الأملاك عندما وقع الخلاف بين أمراء الشام ومصر قبل معركة 'عين جالوت' فلما تولى بيبرس عمل على تصفية الوجود الصليبي بالشام فاستطاع أن يطهر كل من قيسارية وأرسوف وصغد وقتل كل فرسان المعبد 'الداوية' المتحصنين بها ويافا وطبرية والقصير من الوجود الصليبي.
أما أعظم انتصاراته على الصليبيين فكان فتح إنطاكية وهي أكبر المدن المحتلة بالشام وكان حاكمها الصليبي من أشد الناس أذية للمسلمين فاستطاع فتحها سنة 665هـ وبفتحها فتحت وسلمت كثير من الحصون الصليبية وسارع أمراء الصليبيين في عقد معاهدات صلح معه في إذعان بالخضوع والطاعة.
ثالثًا: تصديه للتوسع التتاري.
كانت للهزيمة الهائلة التي نالت التتار بعين جالوت أشد الأثر في نفوس قادة التتر خاصة هولاكو الذي أصر على معاودة الكرة مرة بعد مرة وهنا برز ذكاء بيبرس الفذ عندما استطاع استمالة أحد كبار قادة التتار وهو بركة خان وهو ابن عم 'هولاكو' وكان 'بركة خان' مسلمًا صادقًا مخلصًا فأخذ بيبرس في مراسلته واستمالته لجهاد وقتال 'هولاكو' وأفهمه ذلك في رسائل متبادلة حتى اقتنع بركة خان بذلك وأصبح من أكبر أنصار الإسلام والمسلمين وأخذ في التنسيق مع المسلمين وبيبرس ضد 'هولاكو' الشرير، واستطاع أن يستميل كثيرًا من التتار بالشام لدخول الإسلام وأغدق عليهم بالهدايا والعطايا فدخلوا في دين الله أفواجًا، ولما هلك الطاغية 'هولاكو' وتولى من بعده ابنه 'أبقا' وكان أشد من أبيه عداوة للإسلام والمسلمين سعى لتجديد التوسع التتاري بالشام الذي أصبح من أملاك الدولة المملوكية وكتب إلى بيبرس يتهدده قائلاً 'أنت صعلوك حقير فكيف يصلح لك أن تخالف ملوك الأرض؟ واعلم أنك لو صعدت إلى السماء أو هبطت إلى الأرض ما تخلصت مني فاعمل لنفسك على مصالحتي' فجاء رد الملك بيبرس في منتهى العزة فرد يقول وأعلموه أني من ورائه المطالبة ولا أزال حتى أنتزع منه جميع البلاد التي استحوذ عليها من بلاد الخليفة وسائر أقطار الأرض' وبالفعل كان الظاهر بيبرس من أشجع أمراء المسلمين في حرب التتار وأنشطهم وكان لا يسمح لهم بالتجمع بل يسارع بالانقضاض كالأسد الضاري كما حدث سنة 671هـ عندما وصلت لمسامع بيبرس أن طائفة كبيرة من جنود التتار تجمعت عند نهر الفرات أسرع بجيشه وخاض بنفسه وجيشه نهر الفرات وانقض على التتار فمزقهم تمزيقًا، ثم كانت معركته الشهيرة مع التتار سنة 675هـ والمشهورة بموقعة 'البلستين' وكان مع جيش التتار فرقة كبيرة من الروم وهذا يوضح مدى العلاقة بين أعداء الإسلام فيما بينهم على اختلاف راياتهم وكانت معركة رهيبة استشهد فيها الكثير من أبطال المسلمين وقادتهم وصبر المسلمون صبرًا بليغًا حتى أنزل الله عز وجل عليهم نصره وكسروا التتار كسرة قريبة من يوم عين جالوت.
رابعًا: حربه للباطنية:
كانت الشام ومصر أرض الدولة العبيدية الباطنية الخبيثة المسماة زورا ' الفاطمية' قرابة القرنين من الزمان معا جعل هذه البلاد مرتعًا خصبًا للفرق المنحرفة ومأوى للضالين والمنحرفين خاصة أتباع المذهب الإسماعيلي الخبيث وكانت لهم بالشام العديد من القلاع والحصون والقرى وكانوا أشد الناس ضرراً على الإسلام والمسلمين وعونًا للصليبيين والتتار على المسلمين وتخصصوا في اغتيال قادة المسلمين وعلمائهم حتى صار مجرد ذكر اسمهم يثير الرعب في قلوب الناس، ولم يكن لهؤلاء أن يغيبوا عن حسابات الظاهر بيبرس الذي رأى من قبل مدى فداحة خطورتهم على الأمة المسلمة فشدد الحصار عليهم واقتحم حصونهم عدة مرات واستخدم معهم الخداع والاستدراج حتى أخرج معظمهم من حصونهم وقد استخدم مع عامة الباطنية الجهلاء السفهاء أسلوب الجذب والإقناع والاندماج في المجتمع المسلم حتى أزال خطرهم.
وقد استطاع بيبرس بفضل الله ثم يقظته وسرعة حركته أن يحبط محاولة الباطنية إحياء الدولة العبيدية الرافضية من جديد عندما ظهر رجل بأرض مصر اسمه 'الكوراني' يدعو 'للفاطميين' ويجمع الناس من أجل ذلك فأخذه بيبرس فقتله وشرد أتباعه وقضى على فتنته.
خامسًا: غيرته على المسلمين
كان مما يميز بيبرس عن غيره من ملوك المسلمين في عصره ولأعوام طويلة أنه كان شديد العناية بحرمات المسلمين ودمائهم وحقوقهم بصورة أعادت للأذهان أيام الإسلام الأولى وعهود الراشدين وأيام العز والتمكين وذلك في مواقف كثيرة فقد كان لا يصبر على أذى المسلمين ومن يتعرض لهم فقد ذكروا له عندما فتح مدينة 'صغد' ووجد بها كثيرًا من أسرى المسلمين ذكروا له أنهم قد وقعوا في الأسر بسبب أهل قرة 'فأرا' وهي قرية من نواحي أرمينيا وكانوا يخطفون رجال ونساء المسلمين ويبيعونهم عبيدًا للفرنج فعندها ثارت ثورة الأسد العارمة وقرر الهجوم من فوره على أهل هذه القرية المجرمين فدمرها تدميرًا وجعل أهلها بين قتيل وأسير وأخذ ثأر المسلمين وشفى غليلهم.
وذات يوم أثناء عودته بالجيش من إحدى الغزوات اعترضت طريقة امرأة من المسلمين فقالت له يا أيها الأمير إن ولدي قد دخل مدينة 'صور' بالشام تاجرًا فأخذه ملك صور الصليبي فغدر به وقتله وأخذ ماله وفي الحال غير بيبرس مسار جيشه وهجم على مدينة 'صور' وأوقع بها بأسًا شديدًا فأرسل إليه ملكها يقول له ما سبب هذا؟ فقال له لغدرك ومكرك بالتاجر فلان حتى لا تعود أنت وغيرك لمثلها'.
وأسر له يومًا أمير من أمرائه هو 'سنقر الأشقر' فأبدله بعدد كبير من الأسرى الفرنج منهم ابن ملك السيس الصليبي وسبحان الله انظر كيف انقلبت الآية فأصبح الأسير اليهودي يستبدل بمئات الأسرى من المسلمين!!.
وأعدم بيبرس الأمير عمر بن العادل الأيوبي وكان أميرًا على حصن الكرك ذلك لأنه خان المسلمين خيانة عظمى وتعاون مع التتار أعداء الإسلام وكاتبهم ودلهم على عورات المسلمين واستدعاهم للهجوم على الشام مرة أخرى ووعده التتار بأنه سيكون نائبًا لهم على الشام فاستفتى بيبرس الفقهاء في أمره فأفتوا بقتله فأعدمه جزاءً لخيانته للمسلمين.
وذات مرة وأثناء حصاره لأحد حصون الصليبيين بالشام قتل جندي مسلم فلما أراد أهل الحصن أن يستسلموا رفض عقد التسليم حتى يدفعوا دية الجندي المسلم وقال لهم :أنتم قتلتم جنديًا من جيشي وأريد ديته مائة ألف دينار.
سادسًا: قمعه للمفسدين
كان بيبرس يكره الفساد والمفسدين بشدة عكس ما يروجه المزورون للتاريخ الإسلامي الآن حيث احترفوا تزييف التاريخ وتشويه صورة القدوات والكبراء من هذه الأمة لتفقد الأمة المثال والقدوة فتقتدي بالفاسقين والمجرمين والضالين.
أمر بيبرس بإراقة الخمور وتحريم الاتجار فيها في شتى نواحي مصر ومن ضبط بتصنيع الخمر سوف يقتل، كما منع الخواطئ والغانيات والمفسدات من الفاحشة وسلب أموالهم من بيع الأعراض وأمر بتزويجهن جميعًا بعد التوبة والإنابة فحفظ الديار المصرية من أفتك الأمراض: الخمر والزنا.
سابعًا: اهتمامه العمراني
الذي يقرأ سيرة الظاهر بيبرس وحياته الجهادية يظن أنه لم يكن له باع في جانب الاهتمام العمراني والحضاري وهذا يخالف الواقع تمامًا فقد كان معنيًا ببناء السدود والقناطر على الأنهار وتمهيد الطرق وفتح الأسواق لترويج التجارة واهتم ببناء المستشفيات والخانات وأماكن ضيافة المجاهدين والمسافرين وضرب الدراهم والدنانير الجيدة الخالصة ومنع العملات الزائفة لسلامة التعاملات بين الناس، وكان أول من نظم القضاء فجعل لكل مذهب قاضيًا مستقلاً.
ولكن أكثر ما كان يهتم به ويوليه جل عمله الحضاري والعمراني هو بناء المساجد وصيانتها فقد جدد بناء المسجد النبوي بعد احتراقه وأمر بإخراج كل المجاورين من المسجد الأموي بدمشق وقد ضيقوا على الناس من ملازمتهم للمسجد بصفة مستمرة فاتسع المسجد على الناس وأمر بتجديد عمارة الجامع الأزهر وإعادة صلاة الجمعة فيه وقد كانت لا تقام فيه منذ أيام الحاكم العبيدي، وعمل على تبليط المساجد وتوسيعها حتى لم تبق بقعة بمملكته إلا عمرها بالمساجد إلا أنه كان يؤخذ عليه اهتمامه ببناء القباب على قبور الصالحين .
وبالجملة كان الظاهر ركن الدين بيبرس من خيرة سلاطين المسلمين وقادتهم وفتح فتوحًا كثيرة وأعاد لحظيرة الدين بلادًا كثيرة من أيدي التتار والصليبيين واتسعت دولة المماليك في عهده من الفرات إلى أقصى بلاد النوبة مع الحجاز واليمن ومع ذلك كان مقتصدًا في ملبسه ومطعمه همه الجهاد في سبيل الله و قمع أعداء الله لا يفتر عنهم ليلاً أو نهاراً فهو أشبه ملوك الإسلام بالصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه وكان شوكة في حلوق المارقين المفسدين والكافرين وبالجملة كان رحمة من الله عز وجل لهذه الأمة الإسلامية.

وفاته :
وتوفي في دمشق في 28 المحرم 676هـ -1278م بقصره الأبلق، ودفن في المدرسة الظاهرية بباب البريد، وقيل انه مات مسموما.
وخلف من الأولاد: السعيد محمد، وشلامش، والخضر، وسبع بنات.
و خلف على الحكم اثنان من أولاده،هما: بركة خان، وبدر الدين سلامش، لكنهما لم يستمرا طويلاً في الحكم؛ لصغر سنهما وعدم أهليتهما لممارسة أعباء الحكم، فالأول كان في السابعة عشرة من عمره عندما تولى الحكم، وكان على النقيض من أبيه: شابًا مستهترًا، يميل إلى اللهو والشراب، سيئ الرأي والتدبير، فنفر منه كبار الأمراء وقاموا بخلعه. وأما الآخر فكان طفلاً حدثًا في السابعة من عمره لا يعرف معنى السلطة ولا يقدر على حمل شيء من تبعاتها، فقام الأمير قلاوون بالوصاية على السلطان الصغير وإدارة أمور الدولة نيابة عنه، حتى إذا أمسك زمام الأمور بيده، وصار الحكم طوع بنانه أقدم على ما لا بد منه، فخلع السلطان الطفل الذي لا يعرف لماذا أقيم على السلطنة؟ ولم خلع؟ وأعلن نفسه سلطانًا على البلاد..

‏(فائدة)
قال الزركلي في (الأعلام): الظاهر بيبرس (625 - 676ه ) بيبرس العلائي البندقداري الصالحي، ركن الدين، الملك الظاهر: صاحب الفتوحات و الاخبار والآثار. مولده بأرض القپچاق. وأسر فبيع في سيواس ، ثم نقل إلى حلب ، ومنها إلى القاهرة. فاشتراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقدار، وبقي عنده، فلما قبض عليه الملك الصالح (نجم الدين أيوب) أخذ بيبرس، فجلعه في خاصة خدمه، ثم أعتقه. ولم تزل همته تصعد به في أيام الملك (المظفر) قطز، وقاتل معه التتار في فلسطين. ثم اتفق مع أمراء الجيش على قتل قطز، فقتلوه، وتولى (بيبرس) سلطنة مصر والشام (سنة 658 ه ) وتلقب بالملك (القاهر ، أبي الفتوحات) ثم ترك هذا اللقب وتلقب بالملك (الظاهر). وكان شجاعا جبارا ، يباشر الحروب بنفسه. وله الوقائع الهائلة مع التتار والافرنج (الصليبيين) وله الفتوحات العظيمة، منها بلاد (النوبة) و (دنقلة) ولم تفتح قبله مع كثرة غزو الخلفاء والسلاطين لها. وفي أيامه انتقلت الخلافة إلى الديار المصرية سنة 659 هـ. وآثاره وعمائره وأخباره كثيرة جدا. توفي في دمشق ومرقده فيها معروف أقيمت حوله المكتبة الظاهرية.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar